25 April 2025

جمع التبرعات باسم فلسطين: من التضامن إلى الاستغلال

Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net

في ظل الأزمات التي تعصف بفلسطين، لا يزال التضامن مع الشعب الفلسطيني واحدًا من القيم الإنسانية النبيلة التي تجمع المسلمين وغير المسلمين في مختلف أنحاء العالم. ومع ذلك، بدأت تظهر ظاهرة مشبوهة تتعلق بجمع التبرعات باسم فلسطين، سواء من خلال المساجد أو الجمعيات الخيرية، حيث يُستغل هذا الدعم لإثراء بعض الأشخاص والجمعيات بدلًا من أن يصل إلى مستحقيه.

القانون البلجيكي ينص على أن التبرعات التي تُجمع لصالح فلسطين يجب أن تُرسل مباشرة إلى المنطقة المستهدفة، ولكن الواقع يكشف عن حقيقة مُرّة: الأموال التي يجمعها البعض باسم فلسطين لا تصل إلى الفلسطينيين، بل يتم تحويلها إلى إسرائيل، التي تسيطر على عملية توزيع هذه الأموال وتحدد من يمكنه الحصول عليها. بهذه الطريقة، لا يذهب الدعم إلى المحتاجين في فلسطين، بل يُستغل من قبل جهات لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية.

في بعض الحالات، تستغل بعض المساجد والجمعيات الحروب والأزمات في غزة لجمع الأموال، مستخدمة صور الأطفال الفلسطينيين الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء. ومع ذلك، فإن هذا المال لا يصل إلى هؤلاء الأطفال الذين يُحرمون من الطعام والدواء، بل يُستخدم في تمويل مشاريع داخل بلجيكا وأوروبا، تستفيد منها فقط تلك الجمعيات والأفراد الذين يديرون عمليات جمع التبرعات. إذا كانت الأموال التي يتم جمعها بال فلسطين تُوجه إلى الفلسطينيين بشكل صحيح، لكانت فلسطين اليوم واحدة من أغنى الدول في المنطقة، بل ربما كانت تنافس سويسرا من حيث مستوى الحياة والرفاهية. لكن بدلًا من ذلك، نجد أن الأموال التي يتم جمعها تُستخدم في مصالح شخصية، ويستمر الشعب الفلسطيني في معاناته.

على الرغم من أن هذه الأعمال تمثل خيانة لمبدأ التضامن الإنساني، إلا أنها لا تزال مستمرة في بعض الأماكن تحت غطاء “العمل الخيري” و”التضامن مع غزة”. يجب على المسلمين وأفراد الجاليات أن يكونوا أكثر وعيًا ويطالبوا بمحاسبة من يقفون وراء هذه العمليات المشبوهة، لئلا تتحول قضية فلسطين إلى مجرد وسيلة للربح الشخصي على حساب معاناة الشعب الفلسطيني.

إن المساجد والجمعيات يجب أن تكون خالية من أي استغلال سياسي أو اقتصادي، ويجب أن يكون الهدف الأسمى هو تقديم المساعدة الحقيقية للشعب الفلسطيني في محنته المستمرة. لنتذكر دائمًا أن المال يجب أن يصل إلى من يستحقه: إلى من يعاني في غزة، في الضفة الغربية، وفي كافة الأراضي الفلسطينية.

نصيحة: يجب أن نكون حذرين ونطالب بالشفافية في عمليات جمع التبرعات لضمان وصولها إلى من يحتاجها في فلسطين، وأن نواصل دعم قضيتهم العادلة دون أي استغلال. أو تلاعب

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *