التدخلات الخارجية واستغلال تبرعات فلسطين: بين العمل الإنساني والتمويل السياسي المشبوهة

Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net
✍️ نائب رئيس جمعية رابطة الدفاع عن ضحايا الظلم – LDVI-ASBL
بنلعايل الحسين
في ظل الأزمة الإنسانية الخانقة التي يعيشها قطاع غزة نتيجة الحصار المفروض منذ سنوات، تتزايد الحملات الداعية لجمع التبرعات من مختلف دول أوروبا، خاصة من الجالية المسلمة والعربية التي ما فتئت تقدم الدعم لفلسطين من منطلق ديني وإنساني. غير أن بعض هذه الحملات باتت تثير تساؤلات جدية حول وجهة الأموال التي تُجمع باسم فلسطين، وحقيقة استفادة الشعب الفلسطيني منها.
بين النية الطيبة والاستغلال السياسي:
من المؤسف أن هذه الأنشطة، التي تُستخدم فيها التبرعات تحت ستار الإغاثة الإنسانية، قد تُخفي وراءها عمليات تلاعب قد تضر بمصلحة الفلسطينيين. بعض الجماعات السياسية تستخدم هذه المساعدات كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية خاصة بها، مع العلم أن من بين هذه الجماعات من لديها علاقات مشبوهة مع جهات خارجية لا تخدم فلسطين بشكل حقيقي، بل ربما تستغل القضية الفلسطينية لتمويل نشاطاتها الحزبية، ومنها جماعات سبق إدراجها على لوائح الإرهاب في بعض الدول.
كما أن بعض المساجد والجمعيات، رغم ثقة الناس فيها، بدأت تستغل صور الأطفال الجرحى والشهداء لجمع أموال طائلة، يتم صرف جزء كبير منها لأغراض تنظيمية خارج أهداف العمل الخيري.
أين تذهب الأموال؟
جمعيات في بعض المدن البلجيكية جمعت عشرات الآلاف من اليوروهات خلال شهر رمضان، وكانت الدعوات تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمناسبات الدينية. ولكن اليوم، ومع ما نشرته وسائل إعلام دولية مثل قناة RTL TV بتاريخ 27 أبريل 2025، فإن غزة على حافة المجاعة، لا دواء ولا ماء ولا كهرباء. فهل وصلت هذه الأموال بالفعل إلى مستحقيها؟ أم أنها استُخدمت في تمويل مشاريع لا علاقة لها بالعمل الإنساني؟*الواجب الأخلاقي والقانوني:*من المهم أن يتم تدقيق كيفية توزيع التبرعات وجمع الأموال لضمان وصولها إلى مستحقيها الفعليين. الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الجوع والدمار بحاجة إلى دعم حقيقي، لا أن يُستغل اسمه في حملات تهدف لأغراض أخرى.*الخلاصة:*إن التبرعات التي تُجمع باسم فلسطين يجب أن تكون شفافة، ويجب أن تذهب إلى المستفيدين المباشرين من هذه الأموال. وعلى السلطات الرقابية والجمعيات الموثوقة أن تتحمل مسؤولياتها وتتابع مسار هذه الأموال بدقة، لأن القضية الفلسطينية أكبر من أن تُستغل في أجندات سياسية أو حسابات شخصية.