23 May 2025

انشقاق أمني غير مسبوق: مهدي الحيجاوي يفتح باب التساؤلات حول جهاز المخابرات المغربي

Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net

*بقلم: بنلعايل الحسين مدير عام جريدة ديبلومات نيوز

في سابقة لم يشهدها المغرب منذ عقود، اهتزت الأوساط الأمنية والدبلوماسية على وقع خبر فرار مهدي الحيجاوي، الرجل الثاني في جهاز المخابرات الخارجية المغربية (لادجيد)، إلى أوروبا، وتحديدًا إلى إسبانيا، بعد سلسلة من التوترات الداخلية وملفات معقدة تورط فيها كبار المسؤولين الأمنيين. “من داخل النظام إلى طاولة التحقيق الدولي “مهدي الحيجاوي، الذي تدرج في مراتب (DGED)

لادجيد منذ عام 1994، كان يُعد أحد العقول المدبرة لعدة عمليات استخباراتية خارجية تلقى تدريبات مكثفة في الولايات المتحدة، وإسرائيل، وفرنسا، مما جعله رجل الظل في ملفات التهريب، ومكافحة الإرهاب، والتنسيق الأمني مع عدد من العواصم الكبرى.فراره لم يكن عاديًا، إذ تم رصده لأول مرة في فرنسا، ومنها إلى إسبانيا مستفيدًا من تأشيرة شنغن. هناك، تقدم المغرب بطلب رسمي لتسليمه، متهماً إياه بالانتماء إلى منظمة إجرامية والتورط في التهريب والتخابر. لكن القضاء الإسباني أطلق سراحه مؤقتًا، إلى أن اختفى عن الأنظار، مما دفع لإصدار مذكرة اعتقال بحقه.

ما وراء الهروب: ملفات أمنية حساسة ومعلومات خطيرة

حسب مصادر أوروبية، فإن الحيجاوي قدم معلومات وصفها مراقبون بـ”الخطيرة” تتعلق بملفات التهريب عبر الحدود، ودور جهات داخل النظام في التغطية على شبكات التهريب بين المغرب وإسبانيا، مرورًا بملفات تتعلق بصناعة الإرهاب ومنافذ سرية غير مراقبة.وتشير تقارير استخباراتية إلى أن الحيجاوي لجأ إلى خدمات أمنية أوروبية لحمايته، وقد يكون في طريقه للحصول على لجوء سياسي في بلد ثالث، بعد أن زود تلك الجهات بمعلومات مفصلة قد تعيد رسم خارطة العلاقات الأمنية بين المغرب وبعض شركائه الأوروبيين.

ضغوط على المنتقدين وخوف من فضائح أكبر

الهروب المتسلسل لعدد من ضباط الشرطة المغربية، من بينهم عناصر من الدرك الملكي وضباط أمن، يكشف عن أزمة ثقة متفاقمة داخل المؤسسة الأمنية. بعضهم فر إلى الولايات المتحدة، وآخرون إلى أوروبا، مفضلين فضح ما يدور في الكواليس مقابل الحماية الدولية.إحدى الضابطات الهاربات من المغرب قدمت شهادات توثق تعرضها للتحرش من طرف مسؤول محمي تربطه علاقة وثيقة بعبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني والمخابرات. كما تم تداول صور صادمة لها وهي تخرج من غرفة فندق، مما دفعها للهرب خشية تصفيتها أو ابتزازها.*تحول خطير في مسار المؤسسة الأمنية*هذا الانفلات الأمني لم يعد مجرد حالات فردية، بل يعكس أزمة عميقة في بنية الدولة. تساؤلات تُطرح حول مدى الحماية التي يحظى بها بعض المتورطين في الفساد داخل الأجهزة الأمنية، في مقابل الملاحقات ضد من يحاول كسر جدار الصمت.

مهدي الحيجاوي لم يكن مجرد موظف كبير، بل كان “الصندوق الأسود” لسنوات من العمليات السرية، وسيُشكل ظهوره في أي منصة دولية ضربة قاسية للمؤسسة الأمنية في المغرب، وخصوصًا أن القضايا التي يمتلك معطياتها تمس شركاء دوليين للمملكة.

الخلاصة

ما جرى ليس فقط قضية “فرار مسؤول أمني”، بل حدث استثنائي يفتح ملفات المسكوت عنه، من تجاوزات حقوقية إلى ملفات استخباراتية معقدة، ويجعل من مستقبل العلاقات الأمنية بين المغرب وأوروبا محط أنظار العالم.

بقلم: بنلعايل الحسين مدير عام جريدة ديبلومات نيوز

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *