كل شيء كلينكس:المخزن لا يكسر ولا يُكَيّف

Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net
في مغرب اليوم، تتعدد الأصوات، وتتقاطع المواقف، وتكثر التحليلات. غير أن الحقيقة التي تفرض نفسها، والتي أكدتها كل التجارب عبر العقود، هي أن “المخزن” —
كرمز للاستمرارية، والسيادة، ووحدة الدولة —
لا يُمكن لي ذراعه، ولا يُساوم على ثوابته، ولا يُكَيَّف حسب أهواء الأفراد أو الجماعات، بل هو من يُكيِّف المشهد، ويُعيد ضبط التوازن.
**كلشي كلينكس…*
* في وجه صلابة الدولة، كثيرون كانوا يظنون أنفسهم “فاعلين أساسيين” في المشهد السياسي أو الحقوقي أو الإعلامي. غير أن الزمن كشف أن أغلبهم ليسوا سوى “كلينيكس”، تُستخدم أوراقهم لفترة قصيرة ثم يُرمى بها، لأنهم افتقروا إلى العمق، والمشروع، والولاء الحقيقي للمصلحة الوطنية.
منابر إعلامية، أصوات معارضة، وجوه محسوبة على المجتمع المدني… بعضها توهم أن رفع السقف أو ابتزاز الرموز سيمنحه موقعًا تفاوضيًا أو حضورًا أقوى. والنتيجة؟ خروج سريع من الصورة، أو انكشاف أمام الرأي العام.
الدولة لا تُبتز
“المخزن” في أدبيات السياسة المغربية ليس مجرد جهاز أمني أو إدارة، بل هو بنية سيادية تشمل الملكية، المؤسسات المركزية، والمرجعية الوطنية الجامعة. وقد أظهر دائمًا قدرة استثنائية على امتصاص الأزمات، ثم إعادة توجيهها. لا يرد بسرعة، لكنه لا ينسى، ولا يُملى عليه، ولا يترك الفوضى تتمدد.
💬 من يعتقد أن له اليد العليا…
من يتوهم اليوم أن بإمكانه “ليّ ذراع” الدولة، أو فرض شروطه عليها من خلال الخارج، أو الإعلام، أو حتى عبر الشارع، فهو لا يعرف تاريخ المغرب ولا توازناته الدقيقة. فالولاء للوطن لا يُقاس بالصوت المرتفع، بل بالثبات في المواقف وقت الأزمات.
خلاصة
كل شيء يمكن أن يتغير إلا ثوابت الدولة.
وكل من ظن نفسه “حجر زاوية”، سيكتشف يومًا أنه لم يكن إلا “كلينيكس” مرَّ في لحظة ظرفية، وذهب كما أتى.
*بقلم: بنلعايل الحسين*
*محلل سياسي ومدير جريدة ديبلومات نيوز بأوروبا*