
قل ربي زدني علماً: نكران الجميل في حق الشيخ محمد التوجكاني
Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net
بقلم: بنلعايل الحسين
مدير جريدة ديبلومات نيوز بأوروبا
في زمنٍ تتقلب فيه المبادئ، ويبهت فيه الوفاء، نسمع قصصًا لا نكاد نصدقها… لكن ما جرى مع الشيخ محمد التوجكاني، أحد أبرز رموز الاعتدال والدعوة إلى السلم في بلجيكا، نموذج صارخ لنكران الجميل والتجاهل من أقرب الناس، بل من أبناء مجتمعه وأبناء دعوته.
الشيخ التوجكاني، الذي خدم الجالية المسلمة في بلجيكا لما يقارب أربعين عامًا، لم يكن مجرد إمام أو خطيب، بل كان رمزًا وطنيًا إسلاميًا ساهم في محاربة التطرف، ونشر ثقافة التسامح، والمشاركة في مبادرات مناهضة الكراهية والعنصرية. بل وشارك في مظاهرات تدعو للسلام والتعايش مع كل المكونات الدينية، بما فيها الجالية اليهودية، وكان صديقًا للعديد منهم.
لكن، حين اشتدت المحنة، وأغلقت الحدود خلال جائحة كورونا، وجد نفسه خارج البلاد، ومُنع من العودة، ثم شُطب اسمه دون مراعاة لتاريخه وجهوده. والغريب، أن من تجاهله لم يكونوا فقط من دوائر القرار، بل حتى بعض أئمة المساجد، ومسؤولين دينيين ممن تلقوا الدعم والمساندة المباشرة منه في السابق، لم يكلفوا أنفسهم حتى بسؤال عنه أو كلمة شكر في غيابه.
أين الوفاء؟ أين القيم التي نرددها من على
ألم يكن الشيخ محمد التوجكاني هو من ساعد العديد من الأئمة في إيجاد فرص ومساجد؟ ألم يكن هو من جمع لهم التبرعات بفضل احترام الجالية له؟ أين أولئك الذين كانوا يلجؤون إليه كلما ضاقت بهم السبل، واليوم يتجاهلونه كأنه لم يكن؟نقول كما قال الله في كتابه: *{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}*، فالعلم وحده لا يكفي ما لم يصاحبه الوفاء والخلق. والنكران لا يليق بأهل الدين ولا بمن تصدروا لقيادة الناس دينيًا.*قد ننسى الكلمات، لكن لا ننسى المواقف. والتاريخ لا يرحم