
بلجيكا وفرنسا: بوابة التسلل الإرهابي وتمويل التطرف بين التحديات الأمنية والاختراق السياسي
Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net
بقلم: بنلعايل الحسني
تعيش كل من بلجيكا وفرنسا تحديات أمنية كبيرة مرتبطة بتسلل الجماعات الإسلامية المتشددة، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين التي استطاعت اختراق أماكن حساسة داخل هاتين الدولتين، وصولاً إلى بعض الأحزاب السياسية والبرلمان الأوروبي.في بلجيكا، يشكل موقعها الجغرافي مركز اتصال استراتيجي في قلب أوروبا، مع حدود مفتوحة نسبياً مع فرنسا وهولندا وألمانيا ولكسمبورغ، ما يسهل حركة الأفراد والأفكار المتطرفة. هذا الموقع يجعلها نقطة انطلاق لتخطيط وتنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية التي كان منفذوها من بلجيكا. الأمر الأخطر هو تسلل الإخوان المسلمين داخل مؤسسات الدولة وبعض الأحزاب السياسية، إضافة إلى البرلمان الأوروبي، كما كشف وزير العدل البلجيكي دينيس دوكارم عن وجود جواسيس مرتبطين بهذه الجماعات ضمن الهيئات التنفيذية للمسلمين في بروكسل.في الوقت نفسه، عادت التيارات الوهابية بقوة إلى بلجيكا لتعويض فقدانها للمسجد الكبير في بروكسل، الذي كان مركز نشاطها، حيث مولت السعودية عدداً من البلجيكيين من أصول مغربية ليكونوا أعينها في الداخل، إضافة إلى دعم أئمة في مدينتي أنڤرس وبروكسل الذين يمثلون صوت المملكة السعودية هناك.
تستغل بعض المساجد والجمعيات الدينية جمع التبرعات لتمويل هذه التيارات، ما يثير مخاوف كبيرة حول الشفافية في استخدام الأموال ودورها في دعم الجماعات الإسلامية المتشددة داخل وخارج أوروبا.في فرنسا، تتقاطع هذه المخاطر مع استمرار الضغط على السلطات لمكافحة التطرف، خاصة بعد تصنيف الإمارات ومصر والإمارات كحلفاء في محاربة الإسلاموية، ما يعكس أهمية التعاون الدولي لمواجهة خطر الجماعات التي تصنفها باريس “منظمات إرهابية”، مثل الإخوان المسلمين.إن حجم التحديات يتطلب تعزيز الرقابة على التمويل الخارجي للمساجد والجمعيات الدينية، وفرض شفافية صارمة على جمع التبرعات، إضافة إلى دعم الخطاب الديني المعتدل الذي يحترم المبادئ الديمقراطية، وتطوير استراتيجيات أمنية لمنع اختراق المؤسسات السياسية والإدارية.ختاماً، تبقى بلجيكا وفرنسا في طليعة الدول الأوروبية التي تواجه خطر الإرهاب والتطرف، ويجب أن تتضافر الجهود الأمنية والسياسية والمجتمعية للحفاظ على الأمن والاستقرار، وقطع دابر التطرف قبل أن يزعزع أمن المجتمعات الأوروبية.