20 June 2025

الصحراء المغربية: كفى من الابتزاز السياسي الغربي

Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net

في خضم التوترات السياسية والدبلوماسية التي تحيط بقضية الصحراء المغربية، يبرز موقف بعض الدول الغربية، وعلى رأسها فرنسا، كمثال على الازدواجية والانتهازية السياسية. ففي أكتوبر 2024، خلال زيارته للمغرب، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام البرلمان المغربي أن “الحاضر والمستقبل للصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية”، مما أثار تصفيقًا حارًا من النواب.لكن هذا التصريح، الذي جاء بعد سنوات من المواقف المتذبذبة، يثير التساؤلات حول مدى صدق النوايا الفرنسية. فهل هو اعتراف حقيقي بحق المغرب في صحرائه، أم مجرد ورقة ضغط تستخدمها باريس لتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية؟إن التاريخ الحديث يشهد على أن بعض الدول الغربية، بما فيها فرنسا، لم تتردد في استخدام قضية الصحراء كورقة مساومة. فعندما تكون المصالح مهددة، تُعاد صياغة المواقف، وتُستخدم مصطلحات مثل “الصحراء الغربية” بدلاً من “الصحراء المغربية”، مما يعكس ازدواجية في الخطاب والمواقف.لقد آن الأوان للمغرب أن يتخذ موقفًا حازمًا تجاه هذه الازدواجية. فالصحراء ليست سلعة تُباع وتُشترى في أسواق السياسة الدولية، بل هي جزء لا يتجزأ من التراب الوطني المغربي. ويجب على المغرب أن يرفض أي محاولة لاستخدام قضيته الوطنية كأداة للابتزاز أو المساومة.

إن الدفاع عن وحدة التراب الوطني لا يجب أن يكون خاضعًا لمصالح الآخرين أو لمواقفهم المتقلبة. ويجب على المغرب أن يعزز من قدراته الذاتية، ويعتمد على شعبه ومؤسساته في الدفاع عن قضاياه المصيرية، دون انتظار الاعترافات الخارجية التي قد تأتي أو لا تأتي.في الختام، يجب أن نُدرك أن السيادة لا تُمنح، بل تُنتزع. والصحراء المغربية ستظل كذلك، مهما حاول البعض التشكيك أو الابتزاز.

بقلم: بنلعايل الحسين – محلل سياسي متخصص في شؤون الأمن ومكافحة الإرهاب بأوروبا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *