
تغلغل الشبكات الاستخباراتية المغربية وتأثيرها على الجاليات والمساجد في أوروبا: تهديدات خطيرة لأمن واستقرار القارة
Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net
بقلم: بنلعايل الحسين المحلل السياسي ومسؤول سابق في مؤسسة “لا لإرهاب” الوالوني
تشهد أوروبا، وخاصة بلدان مثل بلجيكا، هولندا، فرنسا، وإسبانيا، عمليات تغلغل واسعة النطاق من طرف شبكات مرتبطة بالاستخبارات المغربية (لاَدجيد)، تستهدف الجاليات المغربية وبعض المساجد، بهدف التأثير على الشأن الديني والسياسي وتعزيز أجندات خارجية قد تضر بأمن الدول الأوروبية.في سنة 2013، كشفت السلطات الإسبانية عن شبكة كبيرة يقودها السيد نور الدين الزياني، رئيس اتحاد المساجد بكاتالونيا، الذي كان يدير حوالي 170 مركزاً ثقافياً ودينياً، وألقي القبض عليه بعد تهديده لأمن إسبانيا. هذا الأخير كان عميلًا لـ”لاَدجيدDGED” وتم ترحيله إلى المغرب، لكنه ترك خلفه تلاميذاً فروا إلى بلجيكا وهولندا وفرنسا، مستمرين في نشاطاتهم تحت غطاء الدين.العديد من هؤلاء “الأئمة” الذين هربوا كانوا جزءًا من شبكة تجسس ديني، يعملون لصالح “لاَدجيد”، مستخدمين بعض المساجد كمنصات لنشر توجهات سياسية وأمنية تخدم أجندات استخباراتية، كما أن بعضهم مرتبطون بمنظمات مثل الإخوان المسلمين، ويتغلغلون في مناطق حساسة بأوروبا.
وفي بلجيكا، تتعرض الجالية المغربية، وخصوصاً المعارضون والصحافيون والسياسيون، إلى مضايقات من طرف هذه الشبكات، التي لا تكتفي بنشر نفوذها بل تمتد إلى مراكز ثقافية ودينية وحتى إلى أماكن حساسة مثل مؤسسة “حسن الثاني”.كما يُستغل تكنولوجيا متقدمة ككاميرات خفية مثبتة في سقوف بعض المساجد، لالتقاط صور للمصلين بدون علمهم، ثم إرسال هذه المواد إلى جهات استخباراتية خارجية، وهو انتهاك صريح لخصوصية الأفراد ومخالف للقوانين الأوروبية التي تحمي حرمة الحياة الخاصة وحرية العبادة.كما تظهر قضية جمع الأموال تحت أسماء التبرعات وشراء المساجد مبالغ ضخمة باليورو، ولكن عند مطالبة بعض المصلين بالشفافية والمحاسبة، يتم طردهم من هذه المساجد، في سلوك يعكس نسيان هؤلاء أن المساجد لله وحده، وليست ملكاً لأحد.هذا الوضع يستدعي تحركًا عاجلاً من السلطات الأوروبية لتشديد الرقابة على الأنشطة الدينية والثقافية المتعلقة بالجاليات، وتحسين آليات المراقبة الأمنية، فضلاً عن ضرورة دعم حرية المعارضين والصحافيين في مواجهة محاولات التضييق.ختاماً، إن حماية أمن أوروبا السياسي والاجتماعي والديني من التسللات الاستخباراتية تتطلب يقظة مستمرة وتعاوناً فعّالاً بين الدول الأوروبية والجاليات، بعيداً عن أي استغلال أمني أو سياسي تحت غطاء الدين.
المصادر:
– La Patrie News – Hespress – Virgule-