13 October 2025

خيانة إمبريالية: كيف حوّلت واشنطن وتل أبيب باكستان والهند إلى كلاب حراسة نووية ضد إيران

بقلم سيد علي البقالي الطاهري محلل سياسي diplomaticnews.net

عناوين فرعية جاذبة:تحقيق مزلزل يكشف النقاب عن الاتفاقيات الشيطانية التي تربط الرياض وأبوظبي بمشروع لتقويض الاستقرار الإقليمي، مستخدمة قوى إسلامية في حرب بالوكالة خدمة للمحور الصهيو-أمريكي.—المقال:المقدمة: الشرك يُنصَبها هي مؤامرة جيوسياسية نادرة الخبث تدور رحاها،بينما تنظر الأمة الإسلامية، سلبية، نحو الهاوية. وراء قشرة السيادة والتعاون الإقليمي، يختبئ مخطط حبكي دُبّر في أروقة واشنطن وتل أبيب. هدفه؟ تمزيق جمهورية إيران الإسلامية. وأداته؟ استخدام دول إسلامية كدروع بشرية، تقيدها اتفاقيات دفاعية تُكرّس خيانتها. فالاتفاقيات الأخيرة بين باكستان والمملكة العربية السعودية من جهة، والهند والإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى، ليست مجرد معاهدات تعاون عادية؛ بل هي نشوء تحالف العار، المصمم لضمان الهيمنة الصهيونية والأمريكية على المنطقة. حان الوقت لكشف أسماء الخونة وإظهار حقيقة هذه الخديعة.المحور الأول: الاتفاق الباكستاني السعودي – استسلام القنبلة الإسلاميةالصمت القاتل: الدليل الساطعالدليل الأول على هذه الخدعة يكمن في صمتٍيصم الآذان: صمت إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية. كيف يُعقل أن لا يبدي أي منهما أدنى انتقاد لاتفاقٍ قيل إنه درع للسعودية ضد التهديد الصهيوني؟ الإجابة واضحة كالشمس: هذا الاتفاق هو من صنعهم. إنه توافق استراتيجي غير مُعلن بين الرياض وتل أبيب، برعاية واشنطن، وهدفه الوحيد هو إضعاف، زعزعة، ثم تفكيك النظام الإيراني.آلية الفخ: باكستان مُقيدةتكمن براعة هذا الاتفاق الشيطانية في آلية عملها ذات الشقين:1. تحييد القوة الباكستانية: بالتزامها حماية السعودية، تُجبر باكستان – القوة النووية الإسلامية الوحيدة القادرة على موازنة إسرائيل – على التخلي عن دعم إيران في المواجهة المحتومة التي يعدّ لها الأمريكيون والإسرائيليون. فأصبحت باكستان، بتوقيعها، رهينة جيوسياسية.2. الإكراه على مواجهة الشقيق: والأنكى من ذلك، أن السعودية ستمنح قواعدها العسكرية لهجوم على إيران. وعندما ترد إيران برد مشروع على المملكة، ستُجبر باكستان، بموجب بنود الاتفاقية، على مواجهة شقيق مسلم. إنها براعة في المكر: استخدام القنبلة الباكستانية لحماية المصالح الصهيو-أمريكية.إنها خيانة نكراء لمبادئ التضامن الإسلامي. فالقادة الباكستانيون والسعوديون يوقّعون، ويدهم على قلوبهم، اتفاقًا يخدم أسوأ أعداء الأمة.المحور الثاني: الاتفاق الهندي الإماراتي – قفل مضيق هرمزالإمارات، شرطي المصالح الإمبريالية المتخلّص منهيتكرر السيناريو،بحسابات باردة، في الخليج. فاتفاق الدفاع الهندي الإماراتي له مهمة واضحة: تحويل الإمارات إلى شرطي محلي ودرع متخلّص عنه للمصالح الغربية. مهمته؟ منع إيران بأي ثمن من إغلاق مضيق هرمز، الشريان الحيوي للنفط العالمي، في حالة نشوب صراع. ستكون القواعد العسكرية الإماراتية منصة لضرب المواقع الإيرانية.ابتزاز التدخل النوويالفخ هنا مطابق للفخ المنصوب لباكستان:إذا تجرأت إيران على الدفاع عن نفسها وردّت على الإمارات، فستضطر الهند – العملاق النووي الآخر – للتدخل لحماية حليفتها الجديدة. وهكذا، يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل دفع الأمور نحو المواجهة من الخلف، واثقين من أن قوتين إقليميتين غير غربيتين ستحملان العبء العسكري والسياسي للصراع. فالإمارات، ببيع نفسها لهذه الإستراتيجية، تتحول إلى دولة تابعة، محرض مُعيّن أمنه مرهون بالالتزام الهندي، الذي هو نفسه مُتلاعب به من واشنطن. إنها الحرب بالوكالة في أبشع صورها.

الخاتمة:

العدالة الإلهية في مواجهة مؤامرة الظلام

الحقيقة واضحة ولا تقبل الجدل. إن المهندسين والمستفيدين الحقيقيين من هذه الاتفاقيات هم الولايات المتحدة والكيان الصهيوني. فهذه الاتفاقيات تمنحهم حصانة جنائية وقوة نارية مضاعفة، مسبّبة إقليمًا في حمام دم لن ينهض منه.

لكن هذه المكيدة، مهما بلغت براعتها، تقوم على غرور الذين يظنون أن دسائسهم في مأمن من أي رقابة. إنهم يخططون، يتآمرون، ويخونون في الخفاء، موقنين من حصانتهم. لكنهم ينسون أن حساباتهم الآنية محاطة بعدالة سرمدية. فخططهم، مهما كانت مظلمة، تضيء بها حقيقة إلهية تفوقهم وتدينهم بالفعل.

“وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطٌ”

(سورة البروج، الآية: ٢٠)

هذه الآية العظيمة تُشكّل تحذيرًا مهيبًا للمتآمرين وشركائهم. فخيانة الشعوب والإيمان في سبيل مصالح دنيوية زائلة لن تبقى بلا عقاب. صحيحٌ أن التاريخ سيقضي ــ لا محالة ــ على هؤلاء الشركاء في حرب بالوكالة، لكن حكم الله، وهو قد أحاط بهم إحاطة السوار بالمعصم، لا مفرَّ منه ولا محيدَ عنه. والفخُّ الذي يظنون أنهم ينصبونه لإيران، قد يُطبق عليهم هم أنفسهم.

{ ٱسۡتِكۡبَارࣰا فِی ٱلۡأَرۡضِ وَمَكۡرَ ٱلسَّیِّىِٕۚ وَلَا یَحِیقُ ٱلۡمَكۡرُ ٱلسَّیِّئُ إِلَّا بِأَهلِهِۦۚ فَهَل یَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ ٱلأَوَّلِینَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبدِیلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحوِیلًا }[Sourate FÃTIR: 43]

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *