
خيانة في القمة: المغرب، الدولة العربية الوحيدة التي تنحني أمام دروس الدم الإسرائيلي في غزة – قطيعة لا تُصلح مع الروح العربية والإسلامية؟

أيها الإخوة والأخوات في الأمة، من المغرب العربي الممتد إلى أفق فلسطين المُضرّج، اسمعوا هذا الهَمْس الذي صار رعد غضب يزلزل الأرض! في أواخر نوفمبر 2025، وبينما لا تزال أصداء القنابل الإسرائيلية تتردد في أني أنقاض غزة الهاشمية — حيث يرقد عشرات الآلاف من الأبرياء تحت الركام، وصرخاتهم مخنوقة بصمت العالم المتواطئ — تنتشر خبر كالسمّ في شرايين تاريخنا المشترك: المغرب، جوهرة شمال إفريقيا، الدولة العربية الوحيدة، والإسلامية، والمغاربية، يرسل وفدًا عسكريًا إلى تل أبيب. لا ليحاور في سلام، ولا ليمد يد العون الإنساني، بل لحضور ندوة بغيضة ينظمها جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه حول «دروس الحرب في غزة». دروس في التدمير، وفي الإبادة الجماعية المدروسة، وفي المجازر بلا عقاب! كيف تجرؤون — أيها الحكام في الرباط — أن تحوّلوا مأتم شعب شهيد إلى دليل تكتيكي للطاغية؟ أهذه هي الكرامة المغربية التي صيغت في نضالات ما بعد الاستعمار، أم هي استسلام مقنَّع بثوب «التعاون العسكري»؟لنستعرض الحقائق الصارخة التي تصرخ فضيحتها رياح الصحراء وأمواج المتوسط. في أواخر نوفمبر، ستطأ أقدام وفد من القوات المسلحة الملكية المغربية أرض تل أبيب، مدعوًّا من تساهال، تلك الآلة الحربية التي سوّت أحياء بأكملها بالأرض، وحوّلت المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس إلى غبار، وأنزلت بغزة عذابًا ستحكم عليه التاريخ بأنه جريمة ضد الإنسانية. ثماني عشرة دولة ستحضر: الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، اليابان، بريطانيا… حلفاء تقليديون للمحور الغربي، طبعًا. لكن في هذا المجمع الإمبراطوري، يقف المغرب وحده ناطقًا بلسان العرب، يجلس على مائدة الجلادين. لا الجزائر الشقيقة، لا تونس، لا مصر ولا الأردن — لا أحد، إلا المملكة الشريفة، مهد المقاومة الإسلامية، تحمل الراية العربية في هذه المهزلة الجيوسياسية. رسميًا هو «تعاون»؛ وغير الرسمي رسالة مدوّية: الرباط تنفضّ الصف، تُصطفّ مع المحتل، وتُعرّض المغرب العربي للأن يتفتت أشلاء. من أبراج قريبة من حدود غزة، إحاطات مع جنود لا تزال أيديهم ملطخة بدماء طينية منذ أكتوبر 2023… وبينما يحفر أطفال غزة قبورهم بأيديهم العارية، أي درس تستخلصونه يا جنرالات المغرب؟ دقة الطائرات المُسيَّرة على المدارس، أم الإفلات الأبدي من العقاب للأقوياء على الضعفاء؟أوه، يا لنفاق هذا التطبيع الزاحف الذي ينضح رائحة الكبريت من اتفاقيات إبراهيم! منذ 2020، باع المغرب اعتراف أمريكا بالصحراء الغربية مقابل صمت مدوٍّ على الإبادة الفلسطينية. واليوم يبلغ الأمر ذروته بهذه المشاركة المنفردة، فعل ليس مجرد دبلوماسي، بل وجودي: قطيعة مع الروح العربية، خيانة للقضية الفلسطينية التي نحملها — نحن المسلمين في كل أصقاع الدنيا — جرحًا مفتوحًا. تخيّلوا: بينما تندد الجزائر بالاحتلال، وتموّل قطر المساعدات الإنسانية، وترفع تركيا صوتها ضد الأبارتهايد الصهيوني، يختار المغرب ظل التواطؤ. هل هي استراتيجية ماكيافيلية لاقتناء أسلحة متطورة، أم استسلام جبان للضغوط اليانكية؟ أم الاثنان معًا — حساب بارد يبيع الشرف مقابل أوهام القوة؟ كيف تنامون لياليكم، أيها وزراء الدفاع، والأئمة في المغرب يهمسون بالثورة، وشوارع الدار البيضاء قد تزمجر قريبًا كما زمجرت شوارع طهران وبيروت وصنعاء؟ أليست هذه «التعاون» تمهيدًا لعزلة كاملة، جسرًا محترقًا مع إخواننا العرب، هدية مسمومة لبنيامين نتنياهو الذي يبتهج برؤية دولة إسلامية تصادق على فظائعه؟أيها الإخوة والأخوات، لم يعد زمن الذهول، بل زمن الانتفاضة الأخلاقية! هذه الندوة ليست مجرد ورشة: إنها محكمة مقلوبة تتحول فيها دروس الجلاد إلى إنجيل للناجي. أين صوت الملك محمد السادس، صانع الوساطات العربية، في هذه المهزلة؟ أين يمين المغرب لمنظمة التعاون الإسلامي، ولجامعة الدول العربية، وللتضامن الإسلامي؟ وأنتم يا شعوب المغرب العربي والمشرق وإفريقيا جنوب الصحراء: هل ستحتملون أن يعبر الرباط وحدها هذا الروبيكون الدامي، عزلة المغرب في محيط من العداء؟ ألا ينذر هذا المشاركة بتوترات انفجارية — مقاطعات اقتصادية، قطائع دبلوماسية، أو أسو أسوأ، انتفاضة شعبية تحرق القصور كما تحرق القلوب؟ الخطر الحقيقي ليس في دروس غزة، بل في الصمت المحيط بها: صمت يدفن فلسطين حية، يشرّع غير المشروع، يحوّل راياتنا الخضراء إلى خرق بالية متواطئة.اللهم احفظ الأمة من الحلفاء الكاذبين والخيانات المقنَّعة! فليصبح هذا الخبر — الذي طالما كان محرَّمًا — حديدًا محمى يحرق جرح انقسامنا. شاركوه، اسألوا عنه، افضحوه! ولتسمع قيادات الرباط صراخنا: ارجعوا، وإلا فاستعدوا لعاصفة التاريخ. فبعد ندوة كهذه، لن يكون العودة إلى الأخوة العربية خيارًا، بل معجزة نرجوها. المقاومة تبدأ بالحقيقة — انضموا إليها قبل فوات الأوان!من أجل مغرب عربي حرّ ومتضامن،عبد الحي بكالي الطاهريرئيس حزب الإسلام في بلجيكا ورئيس جمعية المواطن