12 October 2025

صمت القصر في زمن الغضب الشعبي.. هل نحن أمام انقلاب ناعم؟

Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur général du diplomaticnews.net

بقلم بنلعايل الحسين – ديبلومات نيوز

يشهد المغرب لحظة سياسية غير مسبوقة، حيث يعلو صوت الشارع محتجاً على التهميش والبطالة وغلاء المعيشة، بينما يخيّم صمت غامض من القصر الملكي. هذا الصمت، الذي كان في الماضي يفسَّر كتكتيك للتهدئة أو انتظار اللحظة المناسبة للتدخل، بات اليوم مادة للتأويل السياسي، بل وللتساؤل حول مدى صموده في مواجهة التحولات الجارية.

فالملك محمد السادس، الذي اعتاد المغاربة أن يظهر في أشد اللحظات حرجاً كصمام أمان، يغيب هذه المرة عن المشهد، تاركاً الساحة مفتوحة أمام حكومة عزيز أخنوش، التي تحوّلت في نظر الشارع إلى رمز للفشل والعجز. هذا الغياب ليس مجرد فراغ بروتوكولي؛ بل يحمل معه مخاوف من أن يكون المشهد السياسي المغربي بصدد إعادة تشكيل خفية، أو كما يسميه البعض: “انقلاب ناعم”.

الاحتجاجات التي تجتاح مدناً عدة لم تأتِ من فراغ، بل من شعور عميق بالخذلان. فالمغربي البسيط لم يخرج بحثاً عن الفوضى، بل عن حياة تحفظ كرامته. خرج مطالباً بمستشفى لا يهينه، وبمدرسة لا تسرق مستقبل أبنائه، وبقوت يومي أصبح رفاهية لعشرات الآلاف من الأسر. ومع كل صرخة في الشارع، يتزايد الضغط على القصر لكسر جدار الصمت.

غير أن هذا الصمت يثير أكثر من سؤال: هل هو صمت المتواطئ مع فشل حكومته؟ أم صمت الاستعداد لمرحلة قادمة يُراد لها أن تولد من رحم الأزمة؟ أم أن الأمور بالفعل خرجت من يد المؤسسة الملكية، كما يتداول البعض في مجالس السياسة والإعلام الدولي؟

الأكيد أن حكومة أخنوش، بثقلها المالي وضعفها السياسي، لم تعد قادرة على تقديم حلول مقنعة، بل صارت عبئاً على النظام نفسه. والمطالب الشعبية بإقالتها لم تعد مجرد شعارات غاضبة، بل تحوّلت إلى شرط بقاء، وإلا فإن الشارع قد يفرض منطقه بطريقته.

وبالتالي، يظل الدرس واضحاً، شرعية السلطة لا تُصان بالصمت ولا بالرهان على مرور الوقت، بل بالاستماع للشعب والاعتراف بآلامه. وإذا كان التاريخ يعلمنا شيئاً، فهو أن القصور حين تعجز عن مخاطبة شعوبها، تترك فراغاً تملأه قوى أخرى قد تغيّر مسار البلاد.

“وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.”

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *