13 March 2025

Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net

تلقينا مؤخرًا عدة شكاوى من أبناء الجالية المغربية في بلجيكا بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لعام 1446 هـ، تتعلق بسياسة دعوات الإفطار التي تنظمها سفارة المملكة المغربية في بلجيكا ودوقية لوكسمبورغ الكبرى. حيث تم تحديد الحفل الذي سيُقام يوم الخميس 13 مارس 2025 في عدة قنصليات، لكن اللافت في الأمر هو أن الدعوات اقتصرت على فئة معينة فقط، مما أثار استياء العديد من المغاربة في البلاد.

الملاحظ أن قائمة المدعوين تقتصر على نفس الوجوه التي تكرر ظهورها على مر السنين، وهم في الغالب من أصحاب المال والمصلحة وأبناء السياسيين وأصحاب الأعمال، مما يطرح تساؤلات حول المعايير التي يتم بها اختيار المدعوين. كما أن هناك حضور لبعض الراقصات والشخصيات المعروفة في مجال الترفيه، مما يزيد من استياء أبناء الجالية الذين يشعرون بأن هذه الفعاليات لم تعد تمثلهم، بل أصبحت مجرد مناسبة لتمثيل مصالح فئة محددة.

أما بالنسبة للعديد من المغاربة الفقراء أو الطبقات الأقل حظًا، فإنهم لا يجدون مكانًا لهم في هذه الفعاليات الرمضانية، رغم أن رمضان هو شهر الرحمة والتضامن. فبدلاً من أن تكون هذه الفعاليات فرصة لجمع شمل أبناء الجالية المغربية وتوثيق الروابط بينهم، أصبحت في نظر البعض مجرد مناسبة للتفاخر والتمييز بين المغاربة.وقد سبق لجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، أن أكد في عدة خطب ملكية على ضرورة العناية بالجالية المغربية المقيمة في الخارج، ومنحها حقوقها كاملةً. فقد أشار جلالته إلى أهمية تكريس الاهتمام بالمغاربة في المهجر، وتسهيل أمورهم، ودعم مشاريعهم الاجتماعية والاقتصادية، وذلك في إطار تعزيز الروابط بين المملكة المغربية وأبنائها في الخارج. كما شدد جلالته على أن المغاربة في المهجر هم جزء لا يتجزأ من الوطن، ويجب توفير كافة سبل الدعم لهم ليعيشوا في ظروف مريحة ويحافظوا على هويتهم الوطنية.هذه المعاملة التي يُنظر إليها على أنها تفضيل لمصالح البعض على حساب الآخرين، وخاصة الذين لا يرتبطون بالمصالح الشخصية أو السياسية، بدأت تثير نقمة العديد من المغاربة. إذ يرون أن السفارة يجب أن تكون “بيتًا” لكل المغاربة على اختلاف فئاتهم وطبقاتهم، وأن رمضان يجب أن يكون شهرًا للعدالة والمساواة بين الجميع.

إذا نظرنا إلى صور المدعوين على مر السنوات، سنلاحظ نفس الأسماء تتكرر في كل مناسبة. وهذا يعزز الانطباع بأن الدعوات أصبحت تقتصر على دائرة مغلقة لا تمثل التعددية التي تميز الجالية المغربية في بلجيكا. وقد بدأ المغاربة في بلجيكا يشعرون أن السفارة لم تعد تمثلهم جميعًا، بل أصبحت ملكًا لفئة معينة فقط، مما يبعث على الأسف والاستياء

.في الختام، ينبغي أن تتغير هذه السياسة في الدعوات لتشمل جميع أفراد الجالية المغربية في بلجيكا، بغض النظر عن خلفياتهم الاقتصادية أو السياسية. ويجب على السفارة أن تكون أكثر عدالة في التعامل مع جميع المغاربة، خاصة في شهر رمضان الذي يجب أن يكون شهر الوحدة والمساواة، كما وجه بذلك جلالة الملك حفظه الله في خطبه

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *