من أجل وطنٍ بلا فساد: محمد زيان ومصطفى لخصم بين مطرقة السلطة وسندان الحقيقة
Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net
في مغرب اليوم، يبدو أن قول الحقيقة قد يتحول إلى تهمة، وأن الدفاع عن الشفافية والنزاهة قد يُقابل بالتضييق والملاحقة. قضيتا محمد زيان ومصطفى لخصم تُجسدان هذا الواقع المؤلم، حيث يواجه من يرفعون صوتهم ضد الفساد تحديات جسيمة تهدد حريتهم وسلامتهم.
محمد زيان: صوت الحقوق في زمن القمع
محمد زيان، النقيب السابق للمحامين ووزير حقوق الإنسان الأسبق، عُرف بمواقفه الجريئة وانتقاداته الصريحة للسلطة. في يوليو 2024، حُكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهم تتعلق بـ”اختلاس وتبديد أموال عمومية” خلال حملة انتخابية عام 2015. وفي مايو 2025، خُفف الحكم إلى ثلاث سنوات، إلا أن العديد من المنظمات الحقوقية تعتبر أن هذه التهم ذات طابع سياسي، تهدف إلى إسكات صوت معارض لا يساوم. [1]زيان، الذي يبلغ من العمر 82 عامًا، لم يتراجع عن مواقفه، بل استمر في الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير، حتى من داخل السجن. وقد أثارت قضيته جدلاً واسعًا في الأوساط الحقوقية، حيث اعتبرتها العديد من المنظمات المحلية والدولية مثالًا على تراجع الحريات في المغرب.
مصطفى لخصم: بطل الحلبة الذي لم يتراجع أمام الفساد
مصطفى لخصم، بطل العالم السابق في الكيك بوكسينغ ورئيس بلدية إيموزار كندر، أصبح رمزًا للشجاعة في مواجهة الفساد. بعدما جهر بمواقفه ضد الرشوة والمحسوبية، ورفضه للسكوت عن التجاوزات، تعرض لملاحقات قضائية، من بينها منعه من السفر خارج المغرب، وذلك بعد اتهامات تتعلق بسوء التصرف المالي. [2]ورغم الضغوطات، أعلن لخصم عن نيته الاستقالة من رئاسة المجلس البلدي، مؤكدًا أنه لن يدفع كفالة لأنه لم يرتكب أي جريمة، بل كان يسعى فقط لكشف الفساد. [3]إن ما يتعرض له لخصم يُبرز التحديات التي يواجهها من يقرر الوقوف في وجه الفساد، ويُظهر الحاجة الماسة لدعم دولي لحماية أمثاله من الناشطين.*دعوة للتحرك الدولي*في ظل هذه الظروف، نناشد المجتمع الدولي، وخاصة السفارة الألمانية في الرباط، للتحرك العاجل لحماية مصطفى لخصم من أي تهديدات قد تطاله، وضمان سلامته الجسدية والنفسية.كما نطالب السلطات المغربية بإعادة النظر في قضيتي محمد زيان ومصطفى لخصم، وضمان محاكمات عادلة وشفافة، بعيدًا عن أي دوافع سياسية-
بقلم: بنلعايل الحسين نائب رئيس رابطة الدفاع عن ضحايا الظلم مدير جريدة ديبلومات نيوز بأوروبا
