
هيمنة “لا دجيد” المغربية على المساجد والتجسس السياسي في أوروبا: شبكة تجسس متغلغلة وتأثير على الأمن الأوروبي
بقلم: بنلعايل الحسين، محلل سياسي واختصاصي في قضايا الإرهاب
Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net
في السنوات الأخيرة، تمكن جهاز المخابرات المغربي “لا دجيد” من ترسيخ نفوذه بشكل واسع في أوروبا، لا سيما من خلال السيطرة على عدد كبير من المساجد عبر استغلال بعض الأئمة الذين يعملون كعملاء لهم، ويسيرون الخط الديني وفق أجندات مخابراتية. هذا النفوذ لم يقتصر على الجانب الديني، بل توسع ليشمل التجسس على الصحافيين والإعلاميين والمناضلين المغاربة والأوروبيين، الذين يتابعون الشأن المغربي والقضايا السياسية الحساسة.
في قضية بارزة أخرى، تم القبض على الجاسوسة المغربية كوثر فال التي حاولت التسلل إلى مقرات الاتحاد الأوروبي الحساسة، مؤكدة الدور الكبير الذي تلعبه أجهزة الاستخبارات المغربية في عمليات التجسس داخل قلب أوروبا.هذا النفوذ الأمني والاستخباراتي المكثف ل”لا دجيد” لم يقتصر على التجسس فقط، بل شمل أيضًا تأثيرًا مباشرًا في السياسة الأوروبية، حيث نجح قسم من “لا دجيد” في شراء ذمم بعض البرلمانيين الأوروبيين في قضية “مغرب غايت”، ما يطرح تساؤلات حول مدى تأثر القرار الأوروبي وتأمين مصالح المغرب في القارة.يبقى السؤال المحوري: إذا كان “لا دجيد” قادرًا على شراء بعض البرلمانيين الأوروبيين، فكيف لا يستطيع شراء سياسيين وأمنيين من أصول مغربية يعملون داخل بلدان أوروبا؟ هذا الواقع يؤكد أن “لا دجيد” يعتمد على شبكة متشابكة من النفوذ داخل أوروبا لتحقيق مصالحها السياسية والأمنية.في ظل هذه المعطيات، تحتم على الدول الأوروبية إعادة النظر في تعاونها الأمني والاستخباراتي مع بعض الجهات، وتكثيف الرقابة على المساجد والجمعيات التي يمكن استغلالها لأغراض تجسسية أو تمويل أنشطة غير قانونية. كما يجب حماية الصحافيين والمناضلين من الاستهداف والتجسس، وضمان عدم اختراق مؤسسات الدولة الأوروبية من قبل أجهزة استخبارات أجنبية.
بنلعايل الحسين محلل سياسي واختصاصي في قضايا الإرهاب نائب رئيس جمعية الدفاع عن ضحايا الظلم في أوروبا