محمد التوجكاني..من محنة الاتهامات إلى نعمة الجنسية البلجيكية في قصة تثبت أن الحق يعلو ولا يعلى عليه

Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net

الحسين بنلعايل – ديبلوماتيك نيوز

تمكّن السيد محمد التوجكاني من طي صفحة الماضي بكل ما حملته من تحديات، ليبدأ فصلاً جديداً من حياته بحصوله الرسمي على الجنسية البلجيكية، حيث تسلّم اليوم جواز سفره البلجيكي المؤقت والنهائي، بالإضافة إلى بطاقة الهوية التي تكرّس اعتراف دولة بلجيكا به مواطناً كامل الحقوق والواجبات. هذا الإنجاز ليس مجرد وثائق رسمية، بل هو تتويج لرحلة إنسانية حافلة بالعبر والدروس، حيث تحوّل الظلم إلى عدل، والشك إلى يقين، والاتهامات الباطلة إلى براءة ناصعة كالشمس. لقد مرّ السيد التوجكاني بمحنة قاسية، حيث وجّهت إليه اتهامات مجانية حاولت النيل من سمعته وكرامته، لكن إيمانه الراسخ بعدالة القضاء البلجيكي، وصموده الأخلاقي، جعلا منه مثالاً للصبر والثقة في حكمة العدالة. وكما يبرأ الذئب من دم يوسف، برئ ساحته تماماً من كل ما نُسب إليه زوراً، ليثبت مرة أخرى أن الحق لا يُطمس مهما اشتدت عتمة الباطل. في هذا السياق، نرفع أصدق عبارات الشكر والعرفان للدولة البلجيكية وسفارتها في الرباط، على تعاملهم المهني الشفاف والنزيه، الذي يجسّد القيم الإنسانية الرفيعة التي تقوم عليها مملكة بلجيكا. لقد أكدت هذه التجربة أن بلجيكا تبقى منارة للعدل والحق، وأنها تضع سيادة القانون فوق كل اعتبار، مما يجعلها نموذجاً يُحتذى به في التعاطي مع ملفات الجنسية بحيادية تامة واحترام عميق لمبادئ حقوق الإنسان. إننا إذ نبارك للسيد التوجكاني هذا الإنجاز الكبير، نرى في قصته مصدر إلهام لكل من وُوجه بعقبات غير عادلة في حياته. فها هو اليوم ينتقل من موقع المتهم إلى موقع المواطن الكامل، ليصبح خير سفير لمجتمعه الجديد، وسنداً لكل من يبحث عن فرصة عادلة لبداية جديدة. هذا النجاح الشخصي هو في جوهره انتصار للعدالة نفسها، وتذكير بأن الأيام تدور حتى يعود الحق إلى نصابه.

ختاماً،

يتمنى الجميع للسيد التوجكاني دوام التوفيق في مسيرته المقبلة، آمين أن يكون هذا التحول نقطة انطلاق لمرحلة أكثر إشراقاً، حيث يستطيع أن يوظف خبراته وإمكاناته في خدمة مجتمعه الجديد، مع الحفاظ على جذوره وهوياته التي تشكّل مصدر فخره واعتزازه. فالحياة لا تنتهي عند أول عثرة، بل تبدأ حقاً عندما يجد المرء البيئة المناسبة ليعبر عن أفضل ما لديه، وهذا بالضبط ما حققته بلجيكا بمنحها الثقة لشخص استحقها بجدارة.