1 July 2025

صدمة إسرائيل: أين أصدقاؤها من الهجوم الإيراني وحلفائه؟

Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net

شهدت إسرائيل في الأيام الأخيرة هجومًا غير مسبوق من إيران وحلفائها في المنطقة، وهو هجوم عسكري ومدمّر يعكس تصعيدًا كبيرًا في الصراع بين طهران وتل أبيب. ما جعل هذه الضربة أقسى هو أن إسرائيل وجدت نفسها شبه وحيدة، في مواجهة قوة إيرانية متنامية ومقاومة إقليمية منظمة، بينما هرب عنها أصدقاؤها التقليديون، على رأسهم الولايات المتحدة، بريطانيا، ألمانيا، وعدد من الدول العربية التي طبّعت علاقاتها مع تل أبيب في السنوات الماضية.

هذا الانسحاب أو الصمت الدولي المفاجئ يطرح تساؤلات كبيرة حول مدى ثبات التحالفات التي بنتها إسرائيل في المنطقة وخارجها. فالدعم الغربي والعربي، الذي كان يشكل دعامة رئيسية للاستراتيجية الإسرائيلية، ظهر هشًا أمام هذا التصعيد العسكري، مما يكشف هشاشة موقع إسرائيل في المحيط الإقليمي والدولي.

من جهة أخرى، يظهر هذا الهجوم قدرة إيران على فرض واقع جديد في الشرق الأوسط. إيران، التي لطالما اعتُبرت قوة إقليمية ولكن محدودة، نجحت في توحيد حلفائها – من حزب الله في لبنان، حماس في فلسطين، إلى الميليشيات في اليمن وباكستان، وحتى الدعم الظاهر من كوريا الشمالية – في مواجهة إسرائيل. هذه التحالفات الجديدة تشكل تهديدًا استراتيجيًا غير مسبوق لإسرائيل، حيث باتت المواجهة تتخذ أبعادًا إقليمية وعالمية.

في الوقت الذي تبدو فيه إسرائيل في موقف ضعف واضح، تبرز عدة مؤشرات تدل على أن ما حصل ليس فقط تصعيدًا عسكريًا عابرًا، بل بداية هزيمة استراتيجية طويلة الأمد لإسرائيل. الهجوم الإيراني كشف هشاشة منظومة الدفاع الإسرائيلية وفرض مشهد جديد من عدم الاستقرار والتوازن المتغير في المنطقة.أين الغرب الآن؟ أين الدول العربية التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل؟ صمتهم أو تراجعهم يفسر بأن هذه الدول قد تكون مرتبكة أو غير مستعدة للدخول في مواجهة واسعة مع إيران وحلفائها، خصوصًا بعد الضربات التي أثرت على إسرائيل بشكل مباشر. كما أن تحولات جديدة في التحالفات الإقليمية والعالمية، مع تصاعد نفوذ إيران، تجعل كثيرًا من الدول تعيد حساباتها.في المحصلة، إسرائيل تواجه اليوم اختبارًا وجوديًا حقيقيًا. الهجوم الإيراني وحلفائه هو رسالة واضحة بأن موازين القوى في الشرق الأوسط تغيرت، وأن تل أبيب لم تعد القوة التي لا تُقهر، بل أصبحت تحت ضغط مركب من الداخل والخارج. مع تراجع الدعم الدولي التقليدي، وحضور قوي لحلفاء إيران، يبدو أن مستقبل إسرائيل في المنطقة يمر بمنعطف حاسم، قد يؤدي إلى تغيرات جذرية في خريطة الصراعات الإقليمية والدولية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *