
قصة انتصار: عودة الشيخ محمد التوجكاني إلى بلجيكا و”عرس العدالة” الذي هزم التلفيق
Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur et le chef de la rédaction ALY BAKKALI TAHIRI
مقدمة: يومٌ تاريخي يُخلِّده العرس
بعد غياب قسري دام ثلاث سنوات، تطأ قدم الشيخ محمد التجكاني – إمام أكبر مسجد في بلجيكا (مسجد الخليل ببروكسل) – أرض بلجيكا مرةً أخرى، لكن هذه المرة محمولًا على أكتاف العدالة التي انتصرت له. الأجواء ليست عاديةً اليوم؛ فما كان مجرد عودة تحوَّل إلى “عرس كبير” يحضره أبناؤه وأحفاده ومئات المؤيدين، ليطبعوا هذه اللحظة بأفراح تُجسِّد نهاية معاناةٍ بدأت باتهامات باطلة[citation:2][citation:6].
الفصل الأول: التهم الملفَّقة.. إدانةٌ للظلم وإشادةٌ بالعدالة
📜 التصحيح التاريخي والقانوني
- تاريخ القرار الإداري:
لم يُطرَد الشيخ التجكاني فعليًّا من بلجيكا، بل سُحِبت تصاريح إقامته في يناير 2022 (وليس 2021) أثناء وجوده في المغرب في زيارة مؤقتة، ما أدى إلى منعه من العودة فورًا وفرض حظر على دخوله لمدة 10 سنوات. - السياق السياسي للاتهامات:
- بُنيت القرارات على تقرير استخباراتي من “أمن الدولة البلجيكية” (VSSE) يتهمه بـ:
- “التطرف” (بناءً على خطبة من 2009 حول العدوان الإسرائيلي على غزة).
- “العمالة للمغرب” (اتهام غير مُثبَت).
- استغل وزير الهجرة آنذاك سامي مهدي هذه التقرير لـ”كسب ود اليمين المتطرف” قبيل الانتخابات البلجيكية 2024.
- تفنيد الاتهامات قضائيًّا:
- كشفت لجنة الرقابة R أن التقرير الأمني:
- اعتمد على “معلومات غير محدَّثة” منذ 2018.
- تجاهل حقيقة أن الشيخ يُدين العنف، وقد وقف ضد العمليات الإرهابية عام 2016.
- أعلنت المحكمة الابتدائية في بروكسل عام 2019 أحقيته في الجنسية، لكن محكمة الاستئناف ألغت القرار عام 2021 تحت ضغط سياسي.
⚖️ نقاط تحول حاسمة
- يوليو 2024: أيدت محكمة الاستئناف حصوله على الجنسية مجددًا، رغم استئناف الحكومة.
- مايو 2025: رفضت محكمة النقض (أعلى سلطة قضائية) طعن الحكومة، مؤكدةً:
- عدم وجود أدلة ملموسة على “خطر أمني”.
- انتهاك الإجراءات القانونية أثناء سحب الإقامة.
💎 المغزى القانوني الأوسع
- إعادة تعريف “الخطر الأمني”: شكَّل الحكم سابقةً تلزم الجهات الأمنية بتحديث تقاريرها وعدم الاعتماد على سياقات تاريخية منفصلة عن الواقع.
- تكريس حق الاندماج: انتقد القضاة اتهامات “عدم الاندماج” (مثل عدم تحدث اللغات المحلية)، مشيرين إلى عيش الشيخ 40 عامًا بأنه “دليل اندماج أعلى من الخطاب الرسمي”.
“القضاء كشف أن التهمةَ كانت أداةً سياسيةً، والجنسيةَ تعويضًا عن انتهاك كرامة إنسان” — تعليق قانوني مستخلص من حيثيات الحكم.
الفصل الثاني: عرسٌ لا كالأعراس.. لمّ الشمل بعد الغربة
وصف الشيخ يوم عودته بأنه “عرس العمر”، لكن هذه المرة ليس عرسًا تقليديًا:
- العرس الأسري: احتفت عائلته الممتدة – من أبناء وأحفاد – بهذه المناسبة في حفلٍ جمع شملهم بعد سنوات من الفراق القسري، حيث عبر أحد أبنائه: “اليوم نكمل فرحتنا التي نُهبت قبل ثلاث سنوات”.
- دعم الجالية المسلمة: خرج المئات من أفراد الجالية في بروكسل لاستقباله، مرددين هتافات “الحق عاد لصاحبه”، في مشهدٍ يرمز لتماسك المجتمع[citation:6].
- تهاني رسمية: تلقى التجكاني رسائل تهنئة من مسؤولين بلجيكيين اعتذروا له علنًا، مشيدين بـ “نقاء سيرته” واعترافًا بخطأ المؤسسات[citation:6].
الفصل الثالث: بلجيكا.. درس في ديمقراطية القضاء
لم تكن هذه القضية مجرد نهاية سعيدة لرجلٍ بريء، بل أصبحت درسًا في عدالة النظام البلجيكي:
- توازن السلطات: أثبت القضاء البلجيكي استقلاليته برفضه الانصياع لضغوط الحكومة، وهو ما يكرس ثقة المواطنين بالمؤسسات[citation:2].
- تصحيح الأخطاء: اعتراف الدولة بخطئها علنًا ومنحها التجكاني جنسيته يُعد سابقةً تُظهر نضج النظام الديمقراطي[citation:6].
- حماية الأقليات: القضية أثارت نقاشًا واسعًا حول حقوق الأقليات المسلمة في أوروبا، خاصةً مع تصاعد الخطاب المعادي للإسلام[citation:9].
“العدالة التي تتأخر ليست عدالةً منقوصة، بل هي عدالةٌ تتعمق جذورها في ضمير الأمم” — تعليق أحد مراقبي الشؤون الأوروبية.
الفصل الرابع: ما وراء العودة.. دروسٌ للإنسانية
- سُمعة الرجال لا تُشترى:
ثبات سيرة التجكاني كرجل “تقي ومحبوب” (كما وصفه البيان) طوال 40 عامًا، هو الذي حسم المعركة لصالحه[citation:6]. - قوة المجتمع تُهزم الظلم:
دعم الجالية المسلمة والمسجد كان سلاحًا فعَّالًا في كشف الزيف، ما يثبت أن التماسك الاجتماعي درعٌ ضد التهم الجاهزة[citation:2]. - العدالة تحتاج صبرًا:
ثلاث سنوات من المعاناة انتهت بإرادة القضاء، لكنها تذكرنا بأن النضال من أجل الحق يستحق الانتظار[citation:6].
الخاتمة: عرسٌ يُعيد الأمل
لم يكن “عرس” عودة الشيخ التجكاني مجرد احتفالٍ عائلي، بل كان احتفاءً بإيمانٍ انتصر: إيمانٌ بعدالة القانون، وإيمانٌ بصمود المظلومين، وإيمانٌ بمجتمعٍ يرفض أن يُغيِّب وجوهه الطيبة. قصته تذكيرٌ لنا بأن الظلم قد يطول، لكن ساعة العدل قادمة لا محالة، خاصةً في دولٍ تحترم كرامة الإنسان.
“الحمد لله.. الحق يرجع لصاحبه” — تغريدة لأحد نشطاء الجالية البلجيكية بعد الحكم[citation:6].