
الصحوة المتأخرة حين تسبق الصحافة المستقلة المؤسسات الرسمية
Édité par notre bénévole Lhoucine BENLAIL directeur général diplomaticnews
Source : Le Monde
بقلم: بنلعايل الحسين محلل سياسي ونائب رئيس منظمة “لا لظلم” – أوروبا
في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتغير فيه المعطيات بسرعة البرق، تُعتبر الصحافة المستقلة نبضًا حيويًا يعكس الواقع ويكشف المستور. غير أن ما شهدناه مؤخرًا يُظهر فجوة مقلقة بين الإعلام المستقل والمؤسسات الرسمية في التعاطي مع القضايا الحساسة.
عندما نشرت جريدة “لوموند” مقالًا بعنوان “نهاية حكم محمد السادس”، كانت جريدة “ديبلومات نيوز” من أوائل المنابر التي تناولت الموضوع بجرأة وموضوعية. سلّطنا الضوء على محتوى المقال وتداعياته، وفتحنا نقاشًا عامًا حول مستقبل المملكة. في المقابل، التزمت السفارة المغربية في باريس والقنصليات صمتًا مطبقًا، وكأن الأمر لا يعنيها.
من المعروف أن السفارات تُعتبر العين الساهرة للدولة في الخارج، ترصد وتُبلغ وتُحلل. فأين كانت هذه المؤسسات عندما كانت صورة البلاد تُناقش على صفحات الجرائد الدولية؟ هل انتظرت تعليمات من المركز؟ أم أن البيروقراطية أعمتها عن أداء واجبها؟
الأدهى من ذلك، أن بعض السياسيين والأكاديميين الذين استيقظوا متأخرين، بدأوا في استغلال المقال لأغراض انتخابية أو لتصفية حسابات شخصية. بدلًا من تقديم تحليلات موضوعية، انجرّوا وراء العناوين الرنانة، متناسين دورهم في توعية الرأي العام وتقديم بدائل حقيقية.
هذا الواقع يُحتم علينا إعادة النظر في طريقة تعامل مؤسساتنا مع الإعلام. يجب أن نُدرك أن الصحافة المستقلة ليست خصمًا، بل شريكًا في بناء الوطن. وأن تجاهلها أو التقليل من شأنها لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفجوات والتباعد بين الدولة ومواطنيها.
إن الوقت قد حان لصحوة حقيقية، تُعيد للإعلام المستقل مكانته، وتُحمّل المؤسسات الرسمية مسؤولياتها. فالوطن لا يُبنى بالصمت، بل بالحوار والانفتاح والاعتراف بالأخطاء.
ودمنا في خدمة الصالح العام.