المغرب: تناقض بين المرجعية الإسلامية والتضييق على حرية العبادة

Édité par notre bénévole Lhoucine BENLAIL directeur général du diplomatiques.net
في الوقت الذي يتعرض فيه المسلمون في أوروبا، خاصة في فرنسا وبلجيكا، لحملات متكررة تستهدف حريتهم الدينية، من منع الحجاب في المدارس، وتشديد الرقابة على المساجد، نجد أن المفارقة الكبرى تكمن في ما يحدث داخل بعض الدول الإسلامية نفسها، وعلى رأسها المغرب.بلد يحكمه أمير المؤمنين، ومن المفترض أن يكون حاميًا للمرجعية الدينية ومناصرًا لحرية المعتقد، أصبح فيه الأئمة والعلماء عرضة للطرد والتهميش لمجرد مواقف دينية أو دعاء لفلسطين، أو اعتراضهم على مظاهر التفسخ الأخلاقي. آخر الأمثلة ما جرى بمدينة القنيطرة، حيث تم توقيف خطيب جمعة فقط لأنه انتقد مغني الراب “طوطو”، الذي أصبح رمزا للانفلات، في الوقت الذي يُكرّم فيه الفنانون ويُطرد فيه العلماء.وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد *التوفيق*، الذي عُيّن منذ 2002 ولا يزال في منصبه حتى اليوم، بات يُتهم بتجاوز حدوده وفرض نهج يُقيد حرية المنابر الدينية، ويمنع الخطباء من أداء رسالتهم. كما أن تصريحاته المثيرة، كقوله بأن “المغرب بلد علماني”، تمرّ مرور الكرام دون محاسبة، مما يزيد من إحباط الشارع المحافظ.يُلاحظ أن اليهود المغاربة لهم كامل الحقوق في المملكة المغربية، ولا يمكن لوزير الأوقاف أحمد التوفيق أن يمسّهم بأي شكل من الأشكال، وإلا فسيُطرد فوراً، لأن من أعطى له هذا المنصب هو مسؤول يهودي مغربي وله تأثير في القصر الملكي.كيف يمكن أن نستنكر منع الحجاب في بلجيكا، بينما يتم التضييق عليه في بعض الإدارات والمدارس المغربية؟ كيف ندافع عن حرية المسلمين في أوروبا ونحن لا نحترمها على أرضنا؟ إن استمرار هذا التناقض يُفقدنا المصداقية، ويسيء إلى صورة المغرب كدولة ذات مرجعية إسلامية.حرية العبادة وحرية التعبير ليست شعارات تُرفع فقط في المحافل الدولية، بل يجب أن تُمارَس أولًا داخل الوطن. وإذا كان الغرب يمنح للمسلمين بعض الحقوق رغم كل التحديات، فلا يمكن أن يُقبل أن يُحرموا منها في بلاد الإسلام.آن الأوان أن يُعاد النظر في السياسات الدينية، وأن يتم احترام العلماء والأئمة، لأن احترامهم هو احترام لدين الأمة وهويتها. وعلى أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، بصفته الضامن للدستور والمرجعية الدينية، أن يتدخل لحماية قدسية المساجد وكرامة علمائها.
*بقلم بنلعايل الحسين* *مدير جريدة ديبلومات نيوز* *ونائب رئيس منظمة لا للظلم