5 November 2025

“آش خاصك آ العريان؟ خاصني خاتم أمولاي!”

Édité par notre bénévole Lhoucine BENLAIL


بقلم: بنلعايل الحسين
مدير جريدة ديبلومات نيوز ونائب رئيس منظمة “لا للظلم”


أولويات مغلوطة في بلد ينتظر الحياة

بينما يعيش الآلاف من سكان الحوز في خيام مهترئة منذ زلزال شتنبر 2023، وتخرج مظاهرات في عدة مناطق للمطالبة بأبسط الحقوق: مستشفيات، طرق، مدارس ودواء، نجد أن ميزانيات ضخمة تُخصص لبناء ملاعب كرة القدم وتهيئة تظاهرات رياضية مستقبلية.

أي عقل يمكن أن يبرر بناء ملاعب بملايير الدراهم، في بلد لا يزال فيه مواطنون يُعالجون في مستوصفات دون أطباء، أو يموتون على أبواب المستشفيات بحثًا عن دواء مفقود؟ كيف نُخطط لتنظيم كأس العالم قبل أن نُعيد بناء الإنسان؟ قبل الديمقراطية، نحتاج إلى محاربة الفساد، الفقر، الجهل، والتهميش.


صوت الحق في المنفى أو السجن

من يرفع صوته منتقدًا، يُطرد أو يُسجن أو يُسكت. خطباء الجمعة الذين دعوا لفلسطين أو انتقدوا مظاهر التفسخ الفني، أُبعدوا من منابرهم. صحفيون مثل عمر الراضي، سليمان الريسوني، توفيق بوعشرين، ومحمد زيان، يتعرضون للمحاكمات أو يُعتقلون وسط صمت مؤسسات حقوق الإنسان المحلية. زيان، أحد أبرز الأصوات المعارضة، ينتظر مصيره داخل زنزانة بسجن العرجات وكأنهم يراهنون على موته.


نزيف الهجرة… حين يفقد الوطن أبناءه
في ظل انسداد الأفق، لم يعد غريبًا أن نرى شباب المغرب – من حملة الشهادات وحتى المهنيين – يرمون أنفسهم في عرض البحر، أو يدفعون ما يزيد عن 80 ألف درهم للحصول على تأشيرة هروب. صارت “قوارب الموت” خيارًا جماعيًا، لأن الأمل في الداخل يتآكل.

والمؤلم في الأمر، أن هؤلاء لا يفرّون من “دار خراب”، بل من وطن يملكون فيه الحق في الحياة والكرامة. حتى قيل: “حتى الكلب ما كيهرّبش من دار العرس”. فكيف لهؤلاء أن يفرّوا من مغربهم؟ أليس في ذلك رسالة واضحة أن السياسات المعتمدة فشلت في احتضان أبنائها؟


خاتمة: رسالة إلى من يهمهم الأمر

ما يحتاجه المغرب اليوم ليس ملاعب ولا احتفالات، بل مستشفيات تحترم المريض، ومدارس تربي المواطن، وعدالة تحمي الضعيف، وإعلامًا حرًا يعكس نبض الشعب.

على من بيدهم القرار أن يعوا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وأن المواطن المغربي لم يعد يحتمل “الزواق” على حساب كرامته. آن الأوان أن نعيد ترتيب الأولويات… فـ”العريان” لا يحتاج “خاتم”، بل يحتاج كفن الكرامة.


بقلم: بنلعايل الحسين
مدير جريدة ديبلومات نيوز
نائب رئيس منظمة لا للظلم

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *