مغاربة العالم قضايا الوطن..علاقة بحراك جيل ز 212

بقلم محمد الغازي
✅مغاربة العالم و قضايا الوطن..علاقة بحراك جيل ز 212✌️
أكثر من ستة ملايين مغربي يعيشون في المهجر موزعين بين حوالي مائة دولة ، معظمهم في أوربا .أغلب هؤلاء لم يختاروا هذا الوضع إلا كرها و هروبا من الهشاشة و الفقر و البطالة ، كما أن نخبهم من حاملي الشهادات و التخصصات العليا فضلوا تلك الوجهة التي يرونها تناسب مقامهم الذي أحسوا بعدم تقديره داخل بلدهم ، و بالتالي فتحسين وضعيتهم المادية يبقى الدافع و القاسم المشترك بينهم.و رغم النجاحات الاقتصادية و المهنية التي يحققها أكثرهم ، و الميزات التي يتمتعون بها هناك من خدمات صحية جيدة و تعليم ذو جودة عالية لأبنائهم ، و غيرها من المكاسب المحروم منها جل أبناء بلدهم ، إلا أنهم يعانون العديد من الأمور على رأسها الغربة و الابتعاد عن الأهل و الأحباب و الأصدقاء ، و فقدان الدفئ الاجتماعي الذي تعودوا عليه في وطنهم .كما أنهم يجدون صعوبة بالغة في الاندماج في تلك المجتمعات بحكم الاختلاف في اللغة و الثقافة و العادات و التقاليد ، إضافة إلى التمييز الذي يمارس بحقهم .و لذلك تجد أن الحنين لا يفارقهم بالرجوع إلى وطنهم الأم الذي يتمنون له الازدهار و الرفاهية و التقدم و التحضر بالتوازي مع الحقوق و العدالة و الكرامة ، على غرار ما يرونه في بلدان المهجر .و هذا ما يفسر اهتمامهم الشديد بقضاياه الأساسية و الجوهرية ربما أكثر من إخوانهم داخله كما يظهر ذلك من خلال كتاباتهم و تدويناتهم ، و فيديوهات المؤثرين منهم ، على اختلاف قناعاتهم و توجهاتهم .فلا عجب إذن أن تراهم مهتمين بالحراك الذي أطلقه جيل ز ، منخرطين في دينامية النقاش الذي فجره ، و القضايا التي أثارها و ركز عليها من صحة و تعليم و فساد ، بل ربما ، أقول ربما ، يكونون هم من وراء حركة جيل ز 212 ، و هم الذين قاموا بتأسيسها الرقمي و يديرون سيرڨوراتها داخل تطبيق ديسكورد .و من رأيي أن لا ضير في ذلك بل هم يمارسون حقهم ، و هو أمر مستحسن و مقدر ، ماداموا يريدون الخير لهذا الوطن و أبناءه من حرية و كرامة و عدالة اجتماعية و صحة و تعليم جيدين ، و يناضلون بوسائل العصر الذي تميز بالرقمنة .هذا و إن سؤال الدوافع الحقيقية المفترضة غير المعلنة لهذا الحراك و من وراءه ، يبقى قائما.فاليوم أصبح شباب جيل ز و من يتحدث باسمهم من المؤثرين و المؤثرات ، يستدعون إلى القنوات العمومية للتعبير عن مطالبهم و مشاكلهم ، فضلا عن تنظيمهم لوقفاتهم و مسيراتهم بأريحية تامة بعد أن تم قمعهم و اعتقالهم في الأيام الأولى ، في تحول ملفت و مدهش.