12 April 2025

أزمور..مدينة تعيش على ايقاع الصفقات العمومية الفاشلة و المغشوشة

Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net

Écrit par Mohammed Al-Ghafir

بقلم محمد الغوفير

قد تموت اجيال وقد تولد أخرى، لكن الحقيقة لا تموت ولا يحجبها الغربال، حقيقة مازالت تشهد عليها لوحة اشهارية لمشروع دشنه صاحب الجلالة محمد السادس أثناء زيارته الأولى والأخيرة لمدينة أزمور منذ توليه عرش أسلافه الميامين، كان يأمل من خلاله سكان مدينة أزمور إعادة الاعتبار لمدينتهم التي طالها النسيان والإهمال، مشروع شاركت في تنفيذه كل من الوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة بالإسكان والتعمير و عمالة إقليم الجديدة والجماعة الحضرية لمدينة آزمور و مجموعة التهيئة العمران.

هذا المشروع يهدف لإعادة الاعتبار للمدينة القديمة على شطرين، الشطر الأول بمبلغ مالي قدره 8.6 مليون درهم و الثاني 37 مليون درهم، كان من المفروض أن يغير معالم المدينة القديمة والأسوار المحيطة بها إلى أفضل وأحسن حال مما عليه الآن، لكن شاءت إرادة المسؤولين أن تجعل منه عنوانا عريضا للفساد شوه وجه المعالم التاريخية للسور القديم الذي تم إصلاح واجهته المطلة على ضفة نهر أم الربيع بالإسمنت المقوى، في محاولة يائسة لطمس المعالم التاريخية لمدينة أزمور.

لقد أهدر في هذا المشروع كثير من المال العام وتورطت فيه جهات مسؤولة إقليميا ووطنيا، لكن الملف تم إقباره في رفوف المهملات وتم التستر عليه خشية إثارة زوبعة إعلامية قد تؤدي ببعض المسؤول إلى المساءلة والمحاسبة.

المشروع شمل أيضا هدم المنازل الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة وتعويض أصحابها بمنازل أخرى للسكن ( ألف أسرة مستفيدة حسب ما جاء في أوراق المشروع)، والملاحظ هو أن العديد من المنازل الآيلة للسقوط لم يتم هدمها ومازالت تشكل و لحد اليوم خطرا يحدق بأرواح المواطنين، وهي شاهدة على العشوائية والفجائية التي تميز بها إنجاز المشروع، ناهيك على الممر الذي تم بناؤه على جنبات السور القديم من الجهة المطلة على ضفة نهر أم الربيع و المسمى ب (الكورنيش)، والذي ما فتئت تتأكل جدرانه و تتساقط و تنهار وتتشقق أرضيته من جراء ما طال عملية بنائه من الغش والتحريف.

مظاهر شاهدة على سوء التدبير والتسيير لهذا المشروع من طرف المساهمين في انجازه، وعلى الفساد و مضيعة المال العام والتلاعب بالمسؤولية و غياب الضمير المهني و الوطني، والغريب في الأمر هو صرف مستحقات الشركة الفائزة بالصفقة العمومية دون الاعتماد على رأي اللجنة المكلفة بمتابعة إنجاز المشروع ميدانيا وعلى أرض الواقع، إنها قمة الاستهتار بمصالح المواطنين وبمشروع ما فتئت ساكنة أزمور تنتظر منه الإقلاع بالمدينة وخاصة على المستوى السياحي.
إن إثارة مثل هذا الموضوع يتطلب من الدولة التدخل العاجل لإيجاد أجوبة شافية على كل التساؤلات التي يطرحها سكان مدينة آزمور، هؤلاء أصبحوا يشككون في مصداقية كل الصفقات العمومية التي تعيش مدينة أزمور على ايقاع فشلها بعدما خابت أمالهم وانتظاراتهم وسئموا من العهود والوعود الكاذبة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *