1 June 2025

قضية الشيخ التوجكاني: “طرف من الخبز” يُسكت صوت الحق

Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net

في عام 2021، أصدرت السلطات البلجيكية قرارًا بترحيل الشيخ محمد التوجكاني، إمام مسجد الخليل في مولينبيك ورئيس رابطة الأئمة البلجيكية، بناءً على تقارير استخباراتية وصفت لاحقًا بأنها غير دقيقة ومبالغ فيها. [1]هذا القرار أثار صدمة واسعة داخل الجالية المسلمة في بلجيكا، خاصةً أن الشيخ التوجكاني كان قد أمضى قرابة أربعة عقود في خدمة المجتمع، مشهودًا له بالاعتدال والانفتاح والمساهمة في تعزيز الحوار بين الثقافات.الغريب في الأمر أن العديد من الأئمة والدعاة، الذين كانوا من تلامذته أو أصدقائه المقربين، اختاروا الصمت أو النأي بأنفسهم عن القضية، خوفًا من أن يُصيبهم ما أصابه، أو حرصًا على مصالحهم الشخصية. حتى أن بعضهم برر موقفه بأن التواصل مع الشيخ قد يؤدي إلى خسارة “لقمة العيش”.لكن العدالة أخذت مجراها. ففي مايو 2025، قضت محكمة النقض البلجيكية بإلغاء قرار الترحيل، وسمحت للشيخ بالعودة إلى بلجيكا، بل وأقرت بحقه في الحصول على الجنسية البلجيكية، معترفةً بأن التقييم السابق كان مبنيًا على معلومات مغلوطة ومبالغ فيها. [1]هذا القرار أعاد الاعتبار للشيخ التوجكاني، وأكد أن الحق لا بد أن يظهر، وإن طال الزمن.

عودة الشيخ التوجكاني أثارت ردود فعل متباينة. فبينما رحب بها الكثيرون، شعر البعض بالقلق، خاصةً أولئك الذين تخلوا عنه في محنته. لكن الشيخ، كعادته، دعا إلى التسامح ونبذ الفرقة، مؤكدًا أن الهدف الأسمى هو خدمة الإسلام والمسلمين في بلجيكا.قصة الشيخ التوجكاني تذكرنا بأهمية الثبات على المبادئ، وعدم التخلي عن الأصدقاء في أوقات الشدة. كما تُبرز الحاجة إلى مراجعة النفس، والاعتراف بالأخطاء، والعمل على تصحيحها، من أجل مجتمع أكثر عدلاً وتسامحًا.

بقلم: بنلعايل الحسين نائب رئيس رابطة الدفاع عن ضحايا الظلم مدير جريدة ديبلومات نيوز بأوروبا؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *