بوشيز رئيس حزب حركة الإصلاح يدفع بالبرلمان البلجيكي نحو الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء

Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net

الحسين بنلعايل – يبلوماتيك نيوز

في خطوة سياسية ودبلوماسية لافتة، أعلن جورج لويس بوشيز، رئيس حزب حركة الإصلاح البلجيكي، عن تقديم اقتراح قانون أمام البرلمان البلجيكي للاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، معتبرًا هذه المبادرة محورية لتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين. جاء هذا الإعلان خلال زيارة قام بها بوشيز إلى المغرب، حيث التقى وزير العدل عبد اللطيف وهبي في الرباط، بعد مشاركته في مؤتمر اقتصادي بمدينة تطوان بدعوة من رجال أعمال بلجيكيين. وبهذه الخطوة، يسعى الحزب الليبرالي إلى تعزيز مواقفه السياسية داخليًا، مستهدفًا بشكل خاص الناخبين البلجيكيين من أصل مغربي، الذين يشكلون شريحة مؤثرة في المعادلة الانتخابية.يرى بوشيز في هذه المبادرة فرصة استراتيجية لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الأمن والاقتصاد والطاقة، فضلًا عن ترسيخ التحالفات السياسية مع أحزاب اليمين الوسط في أوروبا. وقد أكد في تصريحات مصورة أن زيارته لمدينتي العيون والداخلة أقنعته بأن السيادة الفعلية والقانونية على الصحراء الغربية تخص المغرب، داعيًا إلى دعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل سياسي للنزاع. وأضاف أن هدفه حشد تأييد الأغلبية البرلمانية البلجيكية لتمرير هذا المقترح، دون إغفال بعض المطالب الإقليمية المحيطة بالقضية.هذه الخطوة لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج علاقات متينة نسجها الليبراليون البلجيكيون مع المغرب على مدى سنوات، حيث زار وفد برلماني من الحزب المملكة عام 2023 لتعزيز التعاون. كما أن الصحف البلجيكية، مثل “لا ليبر”، ربطت بين هذا المقترح واستراتيجية الحزب لكسب ود الناخبين مزدوجي الجنسية، الذين أصبحوا لاعبًا أساسيًا في المشهد السياسي البلجيكي. ومع ذلك، فإن أحزاب الوسط واليسار سبقت إلى استقطاب هذه الفئة عبر إدراج مرشحين من أصول مغربية في قوائمها الانتخابية، مما يضفي على تحرك بوشيز طابعًا تنافسيًا واضحًا.من الناحية الدبلوماسية، تكتسي هذه المبادرة أهمية بالغة، إذ تعزز الموقف المغربي دوليًا في قضية الصحراء، خاصة في ظل الدعم المتزايد لمقترح الحكم الذاتي. لكنها أيضًا تفتح الباب أمام تسييس القضية في الساحة الأوروبية، حيث قد تتفاعل دول أخرى مع هذا التوجه أو تعارضه بناءً على تحالفاتها الإقليمية. يبقى السؤال الأبرز: هل ستنجح هذه الخطوة في تجاوز الإطار الانتخابي الضيق لتصبح سياسة دولة بلجيكية رسمية، أم أنها ستظل رهينة التقلبات الحزبية والصراعات السياسية الداخلية؟ الجواب قد يحمله المستقبل القريب، خاصة مع تنامي تأثير الجاليات المزدوجة الجنسية في صناعة القرار بأوروبا.