16 July 2025

أحمد الشرع (الجولاني): من قوائم الإرهاب إلى مشروع زعامة سياسية… من يصنع الرؤساء

Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net

؟**بقلم: بنلعايل الحسين* *نائب رئيس جمعية الدفاع عن ضحايا الظلم**المقال:*في مشهد يعكس تناقضات السياسة الدولية، يتحول أحمد الشرع، المعروف بـ”الجولاني”، من زعيم لتنظيمات جهادية إلى شخصية سياسية بارزة في سوريا. هذا التحول يثير تساؤلات حول مدى صدق التغيير، ودور القوى الدولية في إعادة تشكيل المشهد السياسي في المنطقة.الشرع، الذي كان مقربًا من أيمن الظواهري وشغل دورًا مركزيًا في القاعدة بسوريا والعراق، مدرج اسمه في لوائح الإرهاب الدولية، ومحكوم عليه بالإعدام غيابيًا في العراق. ورغم كل ذلك، بات يتجول في المنطقة بجواز دبلوماسي ويلتقي زعماء دول، ما يثير علامات استفهام حول موقف الغرب من ملف الإرهاب.يرى بعض المراقبين أن دعم جهات غربية له جاء في إطار الرهان على “الإرهابي التائب”، لكن التجربة أثبتت أن من خان رفاقه في ساحات القتال، قد يخون من يتحالف معه سياسيًا أيضًا. فكيف يمكن الوثوق بشخص كان يتبنى الفكر المتشدد ويبرر سفك الدماء، ليصبح فجأة رجل دولة؟اللافت أن هذه التطورات تجري وسط صمت عربي ودولي، في حين أن الضحايا الذين سقطوا بسبب سياسات الشرع ومجموعاته، لم تُطو ملفاتهم بعد. كما أن المخاوف من تعرضه لمحاولة اغتيال أو تصفية لا تزال قائمة، خاصة في ظل الغضب الشعبي والدولي من ماضيه الدموي.

وفي سياق متصل، لا يمكن إغفال دور بعض الحكام العرب الذين يظهرون بمظهر القادة الأقوياء في بلادهم، بينما يتحولون إلى شخصيات خاضعة ومتواضعة عند لقائهم بقادة الدول الكبرى، خاصة في البيت الأبيض. هذا التناقض يثير تساؤلات حول السيادة والاستقلال الحقيقيين.إن هذا السلوك ينعكس سلبًا على صورة الأمة، ويضعف موقفها في المحافل الدولية. فالقوة الحقيقية لا تكون في البطش الداخلي، بل في القدرة على اتخاذ مواقف مستقلة وشجاعة في مواجهة التحديات الخارجية.ولا ننسى الرئيس ترامب، الذي جمع المليارات من الدولارات من حكام العرب وهم يرتعشون على كراسيهم. مشهد مهين اختصره ترامب بجملة واحدة: “لقد دفعوا لنا، وهم سعداء بذلك”. زياراته لدول الخليج لم تكن سياسية بقدر ما كانت صفقات تجارية، حيث استُقبل كمنقذ، ووقّع عقود تسليح بالمليارات في مشاهد خالية من أي كرامة سياسية.هؤلاء الحكام الذين يفرضون التقشف على شعوبهم، ويدّعون الحزم والوطنية، لم يترددوا لحظة في ضخ أموال شعوبهم في الخزانة الأمريكية، مقابل “الحماية” أو “الرضا السياسي”.إنها صورة واضحة لحقيقة “الأسود” في الداخل، الذين يتحولون إلى “أرانب” في حضرة الرئيس الأمريكي، أيًا كان اسمه.إن استمرار هذه الانتهاكات دون محاسبة يشكل تهديدًا خطيرًا للقيم الإنسانية والعدالة الدولية. يجب على المجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل للتحقيق في هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها، لضمان عدم تكرار مثل هذه الفظائع في المستقبل.

المصدر: بنلعايل الحسين – تحليل شخصي.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *