
خطر الفكر الوهابي وتمويلاته المشبوهة في بلجيكا: تدخل في الشأن الديني وتهديد لوحدة الجالية
Édité par notre Bénévole Lhoucine BENLAIL Directeur Officiel Diplomaticnews.net
شهدت مدينة أنفرس في بلجيكا مؤخرًا تصاعدًا في التدخلات الدينية من طرف بعض الأئمة المعروفين بارتباطهم بالفكر الوهابي، حيث بدأوا في إصدار فتاوى تتعلق بشعائر المسلمين في أوروبا دون الرجوع إلى المؤسسات الرسمية أو التشاور مع الجالية. آخر هذه الفتاوى كان دعوة إلى تعليق ذبح أضحية عيد الأضحى بذريعة مرض لم تصدر بشأنه تحذيرات رسمية من السلطات البيطرية البلجيكية.وتأتي هذه الفتاوى في وقت حساس، حيث يشعر العديد من المسلمين في بلجيكا بأن بعض الجهات تحاول فرض أجندات لا تمثل الإسلام الوسطي، ولا تراعي خصوصية العيش في دولة قانون كبلجيكا، التي تكفل حرية المعتقد وتنظيم الشأن الديني وفقًا لقوانينها.الخطير في الأمر أن بحوثًا وتحقيقات صحفية موثقة، أجرتها جريدة Diplomatic News، كشفت عن تلقي عدد من الأئمة والجمعيات الإسلامية في أوروبا، وخصوصًا في بلجيكا، تمويلات ضخمة من جهات خارجية تهدف إلى نشر الفكر الوهابي والسلفي. هذه الأموال تُستخدم لتمرير فتاوى وقوانين دينية لا علاقة لها بتقاليد الجالية، بل تسعى إلى تقويض انسجام المسلمين داخل المجتمع الأوروبي.
وفي هذا السياق، أظهرت التحقيقات أن بعض الأئمة والمؤسسات يتلقون مبالغ مالية مقابل ترويج أفكار محددة وفرضها على المسلمين، مما يهدد بتقسيم الجالية وخلق شرخ داخل المجتمع الإسلامي الأوروبي. بل تم رصد علاقات بين بعض هؤلاء والجهات السياسية أو الاستخباراتية من خارج أوروبا.إن الجالية المسلمة اليوم أمام تحدي خطير، لا يقتصر فقط على محاربة الإسلاموفوبيا، بل يمتد إلى مقاومة تغلغل الأفكار المتشددة التي تُصدَّر من الخارج، والتي لا تمثل حقيقة الإسلام ولا روح التعايش.لذلك، نطالب السلطات البلجيكية، ومعها مؤسسات الجالية، بإجراء تحقيق شفاف في مصادر تمويل هذه الجمعيات والأئمة، ووضع حد لأي تدخل خارجي يهدد الأمن الروحي للمسلمين في أوروبا.
فيما يتعلق بالذبح الحلال، هناك تقارير تشير إلى أن بعض الشركات في هولندا وبلجيكا تقوم بتصدير اللحوم إلى دول مثل الكويت والسعودية والإمارات. هذه اللحوم، التي يتم ذبحها وفقًا للمعايير الإسلامية، يتم تصديرها إلى هذه الدول لتلبية احتياجات الجاليات المسلمة هناك.في الختام، يؤكد مسلمو بلجيكا على ضرورة احترام قوانين بلادهم وتقاليدهم الدينية. ويرفضون التدخلات الخارجية التي تحاول فرض فتاوى لا تتناسب مع واقعهم المحلي، مؤكدين أنهم قادرون على اتخاذ قرارات دينية تتماشى مع معتقداتهم وتقاليدهم دون الحاجة إلى تدخلات من الخارج.